وقع بين يدي مقال للصحفي السعودي ذائع الصيت : أ. حسن عسيري
و أحببت أن يكون بين يديكم و إليكم مفاده و سيكون لي تعليق بعدها, أرجو التفاعل و المشاركة من الجميع
بقلم الكاتب ::: ربما أكون قد فهمت خطأ, لكن بصراحة أحس أننا كسعوديين مكروهون أكثر من غيرنا في قلوب أشقائنا
العرب في المغرب ومصر وسوريا وغيرها من الدول, التي نسافر إليها كل صيف. لم أكن أحتاج لقياس
نبض القراء مثل هذه المرة فأرجوكم أن تقولوا رأيكم وتعلقوا كم يكرهنا أشقاؤنا. ربما أكون مخطئا فصححوا
لي.
في وسائل إعلامهم لا يعتقدون أننا ناجحون حتى في السينما أو الدراما.. إذا شاهدوا أحد ممثلينا في عمل
فني وكأنهم يشاهدون كائنا خرافيا، ما أراه أن المليارات التي أنفقتها السعودية في بنوك الفقراء وبناء الجسور
والمدارس والمستشفيات والمساجد لم تشفع في ظهور إيجابية الإنسان السعودي في أي إنتاج تلفزيوني
عربي أو حتى عالمي على الإطلاق, وأكررها ألف مرة "على الإطلاق". وبلغ الأمر بي أني أصبحت أؤمن
بأن ظهور السعودي بشكل جميل في فيلم سينمائي عربي أمر يعد خيالا علميا, مقابل واقعية كونه "سكيرا
أو عربيدا".
الخطأ واقع على الطرفين: الرؤية المتعالية للأشقاء العرب بالنظر إلينا وكأننا كائنات نفطية فقط تعيث في
الأرض فسادا مع قناعتي دائما أن الأطراف لا تحب الوسط دائما. الخطأ الثاني يقع على عاتقنا بسبب كوننا
كسعوديين لم نؤمن بعد بأهمية ثقافة الشاشة في صناعة الرؤية والانطباع. ننظر إلى الدراما والسينما وكأنها
"لعب اولاد" لم ننظمها ونشرعها أصلا, في وقت يتم فيه "تلفزة" التاريخ وإعادة تصويره. يجب أن يتم
تمويل الدراما والسينما كجزء من ماكينة ضخمة للعلاقات العامة تعمل على إبراز نوايانا للأشقاء وللأعداء.
عندما وقع إعصار تسونامي وراح ضحيته الآلاف, قدمت السعودية الملايين وجسرا جويا من المساعدات
إلا أن وسائل الإعلام الجاهزة لكرهنا لم تذكر إلا موقفا لرجل دين سعودي قال إن ما حصل عقاب إلهي.
لماذا ضاعت ملايينا في زحمة الأخبار؟ لأننا لا نملك قدرة الوصول إلى شرايين الرأي العام.
أتذكر جيدا عندما قالت كونداليزا رايس "تسونامي كان فرصة رائعة لإظهار وجه أمريكا الإنساني". هي
تدرك جيدا أهمية الصورة في صناعة الذات. إذا ما استطعنا صناعة صورتنا الحقيقية دون تشويه في
الدراما العربية, فنحن في النهاية لن نكون قادرين على مخاطبة الجهة الأخرى من الكوكب.
يجب ألا يقيسنا الآخرون فقط من خلال سعودي في كباريه مغربي ومواعد الشباب "الويك إند الجاي" في
القاهرة!